همســـــــــــة عتـــــــــاب

همســـــــــــة عتـــــــــاب
و يطل نور قد احتال بألوانه ليدخل دفء إلى قلمي .... و ترتجف أصابعي و تجمد في العروق دمائي .... قد مضت شهور .... لا بل سنوات ....بل يخيل إلي أنه كان سبات لا أمل إلى إحيائه .... أهو أمل !.... و يحتار قلمي .... لكنه يخلد إلى حقيقة بدت ناصعة أمامه .... إنه حزن عميق .... حالك كظلمات البحار حين تنعدم في داخلها الألوان .... و يناديني بصوت متقطع قد أخفاه البكاء .... و يدعوني راجياً أن أبقيه في سباته .... لكن بركان الحزن يأبى .... و يتفجر الحزن صامتاً هادئاً .... و تحتار أمامي العبارات .... قد يئست خلال أعوام كل المحاولات .... و يبدأ العتاب .... عتاب من أراد أن يذهب عن قلبه المتاعب .... عتاب قلب قد أضناه الحال .... عتاب من أرقت عيناه حتى بلغ الصباح .... و تشتد الخواطر .... و تتلاطم أمام عيني ما قد كان وما قد قيل .... و يسألني ماذا تريدين .... ؟؟ و أجيبه كمن أراد أن يزيح عن نفسه حمل ثقيل .... أريد أن أفرغ أحزان أعوام مرت أريدك أن تنقلها لتخرج كلمات على صفحة ليهدأ بركاناً في داخلي .... لتخبو ذكريات أحرقت أحلامي و أمالي .... ليتحول ذلك الدمار إلى بستان قد أينع الربيع ثماره .... ليهدأ بحر قد اشتدت من العواصف أمواجه .... إنه غضب عارم .... فأنى له أن يسكن و أنى له أن يخبو .... ! و كيف له ذلك ...؟ لطالما ملأت التناقضات حياتنا .... و لطالما أصبح الظالم مختار حارتنا .... فكيف للإنسانية أن تهدأ .....؟ لقد انقلبت الموازين .... و ارتدت محاسن الأخلاق ثوباً بالٍ ..... و تباهى المنافق بأبهى الثياب ..... و تعالى رأسه فوق الأعناق .... و نسي وجود الكبير المتعال .... إنه تائه في رحاب الشيطان .... يخيل إليه أنه ملك الزمان .... و أنه سيخلد حتى يبلغ العنان ... هيهات هيهات من طول المرام ... إني آمل و أحيى لأرى الحق منتصراً مؤيداً بأمر الله .... و يلبس الحق تاج الدوام .... و تتحول الفصول إلى ربيع في كل عام .... و يصبح الذئب صديق الغزلان .... و تسطع في سمائنا شمس دافئة لا يظمأ في حرها طفل و لا زرع و لا حيوان .... و ليعلو في ليالينا قمر يزرع الحب في كل مكان .... و ليفرح قلب قد أتعبته الحياة .... و لتضحك عين قد أصبح الحزن لها عنوان ..... و يملني قلمي .... و يعاود مُساءلتي .... أما آن لك أن تستريحي فمن المحال دوام الحال .... و من المستحيل نطلب المحال ... لكنه أمل تعلق بكرم الله ... و أجبيه بصوت من عادت له الحياة .... الآن ..... آن لي أن أستريح و أنام و تغفى عيني على أمل اللقاء .

سماء سورية